الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة لمطة : المهرجان الوطني للبسيسة.. إنتاجات جديدة ذات مذاق متوسطي

نشر في  19 ماي 2016  (11:09)

تحت شعار "أفضل بسيسة في الجمهورية"، تم إختتمام الدورة 17 للتظاهرة المتوسطية لمهرجان التراث الغذائي بمدينة لمطة بالمنستير والتي دامت من 10 الى 15 ماي. مهرجان فتح أبوابه لـ52 متسابقا من جميع أنحاء الجمهورية، حيث رصد المنظمون جوائز هامة لعارضي أفضل الأطباق من هذه الأكلة، وذلك في إطار الإحتفال بشهر التراث حيث تنظم جمعية صيانة مدينة لمطة منذ سنة 2000 المسابقة الوطنية لأحسن أكلة بسيسة في الجمهورية.
 
وتعود أصول أكلة البسيسة إلى العهد الروماني والقرطاجي والبيزنطي، والبسيسة وهي أكلة ضاربة بجذورها في عمق الماضي رافعة برأسها نحو المستقبل وهي أكلة لا يخلو منها بيت من البيوت التونسية، وهي حاضرة في تاريخ تونس الطويل المتأرجح بين الماضي والحاضر وسر إختصاص مدينة لمطة التي عرف متساكنوها منذ زمن طويل بالتفنن في تصنيفها.
 
«البسيسة» هي إحدى أهم الأكلات التونسية التي يؤكد خبراء الصحة أنها مصدر مهمّ للبروتينات النباتية المتأتية من الحبوب والبقول الجافة، وترتفع قيمتها عندما ترتبط بالمواد الغذائية الأخرى، حيث سجلت الدورة 17 لمهرجان لمطة دخول إنتاجات و مذاقات جديدة فيها نكهة الشكلاطة والبوفريوة والفانيليا ومصنوعة من دقيق الترمس الذي يوفّر الاوميغا 3 و6 وقد لقي العارضون إقبالا كبيرا وشهدت خيمات العروض حضور أعداد كبيرة من الزوّار لإكتشاف البسيسة المشهورة في الساحل.
 
ومن خلال هذا المهرجان أصبحت البسيسة عاملا لتحقيق التواصل والتقارب والإستفادة بين جميع مدن تونس وأيضا بين التونسيين حيث قدم المشاركون أنواعا ومذاقات مختلفة من البسيسة وهي الشعير، القمح، الحلبة، الفواكه،. الصحلب، الخروب، الجلجلان، اللوز، الحمص ، درع بالكتان وقمح بالكتان، بسيسة السينوج، بسيسة الكتان، بسيسة الوقوقو.
 
لجنة التحكيم التي إطلعت على 52 نوعا من البسيسة وتذوقتها كلها، لم يفتها أن تنوه بالحرص الجماعي الوطني والجهوي والمحلي على تطوير هذه التظاهرة الهامة كمّا وكيفا بهدف تأصيل عاداتنا الغذائية وإحياء تراثنا العريق، حيث توجت اللجنة المشاركة بشيرة العجمي عن مدينة لمطة بجائزة مالية قدرت ب 1000 دينار عن أفضل بسيسة في المهرجان.
 
دورة تميزت بتوعها وثرائها حيث إمتد البرنامج على عروض فولكورية و تنشيطية وملتقيات ومحاضرات علمية فضلا عن سهرات فنية شاركت في إحيائها حضرة رجال تونس بقيادة الشيخ دغمان بقصر الرباط الأغلبي بلمطة و سهرة فنية أحيتها الفنانة التونسية نبيهة كراولي والفرقة الوطنية للموسيقى ومعارض للصناعات التقليدية و صالون للأكلات التراثية كان من بين الحاضرين فيها بإمتياز المطبخ المغربي بمذاقه المتوسطي.
 
تقول السيدة سعيدة فرحات وهي مشاركة عن مدينة لمطة ببسيسة القمح أن البسيسة ليست فقط أكلة تونسية عادية هي حرفة لايتقنها إلا إولئك الذين تربو عليها، وتؤكد أن بسيستها هي بسيسة "الزوالي" وتتميز بالإختلاف عن بقية المشاركين حيث تتكون من أجود أنواع الحبوب وتضيف عليها أهم أنواع البقول والحشائش المتمثلة في الكتان، العطرشية، طرنجية، الإكليل، زعتر، شيش الورد، تابل، بسباس، عدس، حبة حلاوة، فول مصري، خروب...وأن سر البسية الجيدة يتمثل في عدم قلي الحبوب والمكونات لمدة طويلة لأنه يفقدها طعمها وفواءدها، كما أكدت أن هذه الدورة كانت أفضل من الدورات السابقة وأن القائمين على المهرجان طورو هذه الدورة من خلال الخيمات التي ساهمت في حمايتهم من حرارة الشمس والأمطار وسهلت عليهم العرض والبيع والشراء مشددتا في ختام حديثها على أن تونس محفوظة ومحمية من خلال دعوة الزوالي.
 
من جهته، أكد المهدي صنديد مدير مهرجان التراث الغذائي، أنه سيتم تكوين ملف يقدم الى اليونسكو لتسجيل التراث الغذائي المغاربي المتنوع وأنهم سيعملون في السنة المقبلة على مزيد تطوير المهرجان ومزيد إرساء الظروف الجيدة للمتسابقين.
 
ميرفت بن علي